بسم الله الرحمان الرحيم
نشرع بإذن الله وعونه في نشر جوهر موضوع "الحيزوم الحضاري". الرجوع الى مرجعياتنا العربية الإسلامية لبناء نهضتها التي بدأت بوادرها تتأكد وتتوضح في الأفق يوما بعد يوم. الغرب لبناء صحوته التي أقام عليها حضارته قطع مع كوابحه الدينية الفلسفية التربوية الخ.. ووضع لنفسه منطلقات جديدة متحكما بذلك في ضوابطها بحيث لم يترك لغيرالعقل مكانا، وكان هذا سر نجاحه وسر انحداره الذي بدأت بوادره تظهر بوضوح. لبناء صحوتنا لا بد من تحقيق أمرين، القطع مع الإرث الإستعماري ولا أقول مع الإضافة العقلية للغرب للمسار الإنساني، ثم ثانيا لا بد من استعمال العقل في تراثنا بجميع روافده. العقل المقصود هنا هو العقل المتجذر في انسانيتنا حتى لا نقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه الغرب بقطعه العقل من رافده الإنساني فأصبح بذلك غريزة من الغرائز. وقتها يكون بناء صحوتنا ليس بالرجوع الأعمى الى تجربتنا الحضارية الرائدة في زمانها بل إعتبارا بها و من خلال العقل الخلاق البناء المعتبر بالفتوحات العقلية من يوم كبوتنا الى يومنا هذا. فنأخذ كما تقول المقولة من العز بطرفيه الإيمان والعلم. ونكون بذلك ظمنا السعادة في الدارين.