ولادة الحضارات3العقول الكبيرة تلتقي من ابن خلدون الى ابو احمد الغزاليفي نفس لسياق نجد أبا حامد الغزالي يقول حول بارتباط الصنائع بالفلاحة ارتباطا عضويا،ولكن مع ضرورة عنصر التعاون البشري ويبرهن:” فإن فتشت علمت أن رغيفا واحدا لا يستدير بحيث يصلح لأكلك يامسكين،ما لم يعمل عليه أكثر من ألف صانع.فابتدئ من الملك الذي يزجي السحاب لينزل الماء إلى آخر الأعمال من جهة الملائكة حتى تنتهي النوبة إلى عمل الإنسان .فإذا استدار طلبه قريب من سبعة آلاف صانع ،كل صانع أصل من أصول الصنائع التي بها تتم مصلحة الخلق .ثم تأمل كثرة أعمال الإنسان في تلك الآلات ،حتى أن الإبرة التي هي آلة صغيرة فائدتها خياطة اللباس الذي يمنع البرد عنك لا تكمل صورتها من حديدة لا تصلح للإبرة إلا بعد أن تمر على يد الإبري خمسا وعشرين مرة ،ويتعاطى في كل مرة منها عملا .فلو لم يجمع الله تعالى البلاد ولم يسخر العباد وافتقرت إلى عمل المنجل الذي تحصد به البر مثلا بعد نباته لنفد عمرك وعجزت عنه".ونجد هنا لمسة الابداع عند المسلمين حيث لا يتوقفون عند العامل البشري بل يرجعون العمل البشري الى الصله الإيماني.(يتبع).